هل إشتقت لرؤية الرسول صلى الله عليه وسلم هل بكيت على مايحدث للمسلمن؟
الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه
اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه ..
أما بعد ..
عباد الله ..
أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..
اتقوا الله عباد الله { وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ }..
تقول الأخبار والسير بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى رآه في المنام.
وأنت ، وأنا، حقاً وصدقاً هل بكينا لمصيبة فقده وموته !!..
إنها المصيبة التي أسالت عيوناً ، وأذهلت عقولاً ..
هل تمنيت ، وبكيت أملاً في رؤيته ؟!
هل حدثت نفسك أن ترد حوضه، وتشرب من يده ؟!!..
لسان حال المحبين الصادقين :
تسلى الناس في الدنيا وإنّا
إن كان عزَّ في الدنيا اللقاء ففي
لعمر الله بعدك ما سلينا
مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
وإليك هذا المشهد الذي يحرك قلوب المحبين الصادقين لنبيهم..
اسمع رعاك الله فإنَّ في هذا المشهد روعة لا تقاوم ..
لما انتهى المسلمون من غزوة حنين ظافرين غانمين ، وزع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على المسلمين ، واهتمَّ خاصة بالمؤلفة قلوبهم ليكون ذلك تثبيتاً لهم على إسلامهم ، ووكل أصحاب الإيمان إلى إيمانهم وإسلامهم ..
فتساءل الأنصار في مرارة : لماذا لم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حظهم من الفيء والغنائم ، وأخذوا يتهامسون بذلك ..
فسمع سعد بن عبادة همسهم وكلامهم ، فذهب من فوره إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله إنَّ هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبته .. قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء ..
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم : (وأين أنت من ذلك يا سعد ؟) ..
فأجاب سعد بصراحة قائلاً : ما أنا إلا واحد من قومي ..
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذاً فاجمع لي قومك ) ..
فجمع سعد قومه من الأنصار ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يدخل عليهم أحد وهو معهم ..
فجاءهم بأبي هو وأمي ، فنظر في وجوههم ، فتبسم في وجوههم ابتسامة متألقة ..ابتسامة عرفان وتقدير لصنيعهم ..
ثم قال : ( يا معشر الأنصار ماقالة بلغتني عنكم ؟ وجدةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم ؟ ..
ألم آتكم ضلالاً ..فهداكم الله بي !.
وعالة ..فأغناكم الله بي !.
وأعداءً ..فألَّف الله بين قلوبكم بي !.)
قالوا : بلى الله ورسوله أمنُّ وأفضل ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ )
قالوا : بمَ نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المنُّ والفضل ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما والله لو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدِّقتم :
أتيتنا مُكذَّباً فصدَّقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وعائلاً فآسيناك ، وطريداً فآويناك ..
يا معشر الأنصار ..
أوجدتم في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم لإسلامكم ؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول الله في رحالكم ؟! ..
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول الله في رحالكم ؟! ..
فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ..
ولو سلك الناس شعباً لسلكت شعب الأنصار!
اللهم ارحم الأنصار ..
اللهم ارحم الأنصار ..
وأبناء الأنصار ..
وأبناء أبناء الأنصار ) ..
فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم ، واختلطت دموعهم بدموع حبيبهم ..
فصاحوا جميعاً وسعد معهم : رضينا برسول الله قسماً وحظاً ..
يالله ..
ما أجمله من منظر ..
وما أروعه حين يعبر الصادقون بدموعهم عن حبهم وشوقهم لحبيبهم..
فداً لك من يقصر عن فداك
أروح وقد ختمت على فؤادي
إذا اشتبكت دموعٌ في خدود
فما شهمٌ إذاً إلا فداك
بحبك أن يحل به سواك
تبيَّن من بكى ممن تباكى
{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
فأسألك بالله هل اشتقت لرؤياه ؟!.
أسألك بالله هل اشتقت لرؤيته ولقياه ؟!.
أما بكيت حزناً على فرقاه ؟؟!!..
إن كنت محباً صادقاً فهذه سنته ، وهذا هديه بين يديك ..
فخذ منه بقوة ولا تكن من المتهاونين ..
ولا تظننّ أنَّ كل الدموع صادقة ..
بل هناك دموع كاذبة ، فلقد جاء أخوة يوسف أباهم عشاء يبكون بعد أن فعلوا ما فعلوا بيوسف واتهموا الذئب وهو بريء من ذلك الدم ..
عبد الله ..
أنا أعلم أنك اليوم وأيام مضت لم تصلِ الفجر في جماعة المسلمين..
بل ..ولا زلت تصر على أن تكون في عداد النائمين ..
لكن هل كلما استيقظت ..
وقد فاتتك صلاة الفجر في الجماعة ، ولم تفز بذمة ربِّ العالمين..
هل بكيت ؟!.
هل ندمت ؟!.
هل عزمت على التغيير؟!.
إنَّ الفرق بيننا وبين من كانوا قبلنا أنَّ دموعهم حارة ، ودموعنا باردة ..
إنَّ الدموع الحارة هي التي ..
يبقى أثرها بالليل والنهار..
وتغير مجرى الحياة ..
ويبكي أصحابها لفوات الطاعات ..
أما الدموع الباردة ..
فأثرها يذهب بعد نزولها بلحظات ..
وسبحان من زكَّى أصحاب الدموع الحارة وبيَّن صدقهم ..
قال العوفي عن ابن عباس أنَّ النبي صلى لله عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه ، وأن يستعدوا للجهاد ، فجاءته عصابة – جماعة منهم – فجائته عصابة من أصحابه ، وكانوا أهل حاجة ..
فقالوا يا رسول الله : احملنا معك..
فقال صلى الله عليه وسلم : (والله لا أجد ما أحملكم عليه ) ..
فتولوا وهم يبكون ..
تولوا وهم يبكون ..
وعزَّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ، ولا يجدون نفقةً ولا محملاً ..
فلما رأى الله حرصهم على محبته ، ومحبة رسوله أنزل عذرهم في كتابه ، وبيَّن صدقهم ، فقال سبحانه : { لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ..
هم بكوا على عدم القدرة على الجهاد ، وطلب الاستشهاد ..
وأنا وأنت على ماذا نبكي ؟!..
أما تبكيك مآسي المسلمين في الفلبين ، وتايلاند ، والهند ، وأندونسيا ، والصين ؟؟!!.
قتلٌ وتشريدٌ وهتك محارمٍ
أطفالنا ناموا على أحلامهم
يبكون.. كلا بل بكت أعماقهم
أوما يحدثك الذي يجري لهم
فينا وكأس الحادثات دهاق
وعلى لهيب القاذفات أفاقوا
ولقد تجود بدمعها الأعماق
أوما يثيرك جرحنا الدفاق
أما قال ربنا : {وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }؟؟!!..
أما قال نبينا صلى الله عليه وسلم أننا ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ؟؟!!.
أما يبكيك صوت الأرامل ، والأيامى ؟؟!!..
وصوت الشيوخ ، واليتامى؟؟!!
اما سمعت صياح و نداء فاطمة العراقية التي هتك عرضها عباد الصليب ؟؟!!..
فمن يجيب ندائها ؟؟!!،..
ويسمع صياحها؟؟!!.
من يجيب على نداء فاطمة الفلسسطينية ، وفاطمة الشيشانية ، وفاطمة الأفغانية ؟؟!!..
من يجيب على نساء المسلمين ؟؟!!..
بعد أن كنا نغنم نساءهم في الجهاد
قد استردَّ السبايا كل منهزم
وما رأيت سياط الذل دامية
وما نموت على حدِّ الظبا
لكننا رغم ليل اليأس في ثقة
سبايا أضحت نساؤنا لهم سبايا
لم يبقَ في أسرهم إلا سبايانا
إلا رأيت عليها لحم أسرانا
ألوفاً حتى خجلت منا منايانا
بأن فجر العلى لا بدَّ يغشانا
والله لو استشعرت ما يجري حولك فلن تحتاج إلى كبير عناء حتى تبكي ..
فإن القلوب قد تراكمت عليها أحزان الزمان ، وآلم القلوب قهر المتسلطين ، وشماتة الأعداء والمنافقين ..
وحين تشعر أنك لا تفعل شيئاً ، أو أنك لا تقدر على أن تفعل شيئاً تجد أنك بحاجة إلى البكاء..
فلا شيء يخفف من حرقة القلب مثل الدموع ..
دموع الذكر ، والشكر..
دموع الخشية ، والرهبة ..
دموع الولاء ، والبراء ..
دموع الانتماء لهذا الدين العظيم ..
وأخيراً .. يا ولا ة الأمور كما سعيتم مشكورين لإصلاح أمور دنيانا ، فاسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا .. اسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا حتى تكتمل فرحتنا ، ويعمَ السرور ، وإننا والله متفائلون ..
فبنصر الدين عز الدنيا ، ونعيم الآخرة ..
وبنصر الدين يكون النصر والتمكين ..
قال مالك الملك :{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } ..
ووالله لن تفرح قلوبنا إلا إذا حُرر أقصانا ، وفك أسرانا ، وخرج الكلاب من عراقنا ، ومن سائر بلاد المسلمين أذلة صاغرين ..
والله لن تفرح قلوبنا إلا إذا حُرر أقصانا ، وفك أسرانا ، وخرج الكلاب من عراقنا ، ومن سائر بلاد المسلمين أذلة صاغرين ..
اللهم انصر دينك وكتابك ، وسنة نبيك وعبادك الموحدين ..
اللهم انصر من نصر الدين ، واخذل من خذل عبادك الموحدين..
اللهم إنا نسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقربنا إلى حبك يا ربّ العالمين..
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ، و عين لا تدمع ، وأذن لا تسمع ، ونفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا ترفع ..
الله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسق والعصيان..
اجعلنا يا ربنا من الراشدين ..
آمنا في أوطاننا .. وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .. اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك
يا ربّ العالمين
اللهم اغفر ذنب المذنبين ، واقبل توب التائبين ..
واكشف كرب المكروبين ، وفرج هم المهمومين ، واقض الدين عن المدينين ..
ودل الحيارى ، واهد الضالين ..
واغفر ربنا للأحياء ، وللميتين..
عباد الله ..
{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بَالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعْلَكُمْ تَذَكَّرُونَ } .
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله ما تصنعون..
__________________
الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه
اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه ..
أما بعد ..
عباد الله ..
أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..
اتقوا الله عباد الله { وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ }..
تقول الأخبار والسير بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى رآه في المنام.
وأنت ، وأنا، حقاً وصدقاً هل بكينا لمصيبة فقده وموته !!..
إنها المصيبة التي أسالت عيوناً ، وأذهلت عقولاً ..
هل تمنيت ، وبكيت أملاً في رؤيته ؟!
هل حدثت نفسك أن ترد حوضه، وتشرب من يده ؟!!..
لسان حال المحبين الصادقين :
تسلى الناس في الدنيا وإنّا
إن كان عزَّ في الدنيا اللقاء ففي
لعمر الله بعدك ما سلينا
مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
وإليك هذا المشهد الذي يحرك قلوب المحبين الصادقين لنبيهم..
اسمع رعاك الله فإنَّ في هذا المشهد روعة لا تقاوم ..
لما انتهى المسلمون من غزوة حنين ظافرين غانمين ، وزع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على المسلمين ، واهتمَّ خاصة بالمؤلفة قلوبهم ليكون ذلك تثبيتاً لهم على إسلامهم ، ووكل أصحاب الإيمان إلى إيمانهم وإسلامهم ..
فتساءل الأنصار في مرارة : لماذا لم يعطهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حظهم من الفيء والغنائم ، وأخذوا يتهامسون بذلك ..
فسمع سعد بن عبادة همسهم وكلامهم ، فذهب من فوره إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله إنَّ هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبته .. قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء ..
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم : (وأين أنت من ذلك يا سعد ؟) ..
فأجاب سعد بصراحة قائلاً : ما أنا إلا واحد من قومي ..
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذاً فاجمع لي قومك ) ..
فجمع سعد قومه من الأنصار ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ألا يدخل عليهم أحد وهو معهم ..
فجاءهم بأبي هو وأمي ، فنظر في وجوههم ، فتبسم في وجوههم ابتسامة متألقة ..ابتسامة عرفان وتقدير لصنيعهم ..
ثم قال : ( يا معشر الأنصار ماقالة بلغتني عنكم ؟ وجدةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم ؟ ..
ألم آتكم ضلالاً ..فهداكم الله بي !.
وعالة ..فأغناكم الله بي !.
وأعداءً ..فألَّف الله بين قلوبكم بي !.)
قالوا : بلى الله ورسوله أمنُّ وأفضل ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ )
قالوا : بمَ نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المنُّ والفضل ..
فقال صلى الله عليه وسلم : ( أما والله لو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدِّقتم :
أتيتنا مُكذَّباً فصدَّقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وعائلاً فآسيناك ، وطريداً فآويناك ..
يا معشر الأنصار ..
أوجدتم في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم لإسلامكم ؟
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول الله في رحالكم ؟! ..
ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعون أنتم برسول الله في رحالكم ؟! ..
فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ..
ولو سلك الناس شعباً لسلكت شعب الأنصار!
اللهم ارحم الأنصار ..
اللهم ارحم الأنصار ..
وأبناء الأنصار ..
وأبناء أبناء الأنصار ) ..
فبكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم ، واختلطت دموعهم بدموع حبيبهم ..
فصاحوا جميعاً وسعد معهم : رضينا برسول الله قسماً وحظاً ..
يالله ..
ما أجمله من منظر ..
وما أروعه حين يعبر الصادقون بدموعهم عن حبهم وشوقهم لحبيبهم..
فداً لك من يقصر عن فداك
أروح وقد ختمت على فؤادي
إذا اشتبكت دموعٌ في خدود
فما شهمٌ إذاً إلا فداك
بحبك أن يحل به سواك
تبيَّن من بكى ممن تباكى
{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
فأسألك بالله هل اشتقت لرؤياه ؟!.
أسألك بالله هل اشتقت لرؤيته ولقياه ؟!.
أما بكيت حزناً على فرقاه ؟؟!!..
إن كنت محباً صادقاً فهذه سنته ، وهذا هديه بين يديك ..
فخذ منه بقوة ولا تكن من المتهاونين ..
ولا تظننّ أنَّ كل الدموع صادقة ..
بل هناك دموع كاذبة ، فلقد جاء أخوة يوسف أباهم عشاء يبكون بعد أن فعلوا ما فعلوا بيوسف واتهموا الذئب وهو بريء من ذلك الدم ..
عبد الله ..
أنا أعلم أنك اليوم وأيام مضت لم تصلِ الفجر في جماعة المسلمين..
بل ..ولا زلت تصر على أن تكون في عداد النائمين ..
لكن هل كلما استيقظت ..
وقد فاتتك صلاة الفجر في الجماعة ، ولم تفز بذمة ربِّ العالمين..
هل بكيت ؟!.
هل ندمت ؟!.
هل عزمت على التغيير؟!.
إنَّ الفرق بيننا وبين من كانوا قبلنا أنَّ دموعهم حارة ، ودموعنا باردة ..
إنَّ الدموع الحارة هي التي ..
يبقى أثرها بالليل والنهار..
وتغير مجرى الحياة ..
ويبكي أصحابها لفوات الطاعات ..
أما الدموع الباردة ..
فأثرها يذهب بعد نزولها بلحظات ..
وسبحان من زكَّى أصحاب الدموع الحارة وبيَّن صدقهم ..
قال العوفي عن ابن عباس أنَّ النبي صلى لله عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا غازين معه ، وأن يستعدوا للجهاد ، فجاءته عصابة – جماعة منهم – فجائته عصابة من أصحابه ، وكانوا أهل حاجة ..
فقالوا يا رسول الله : احملنا معك..
فقال صلى الله عليه وسلم : (والله لا أجد ما أحملكم عليه ) ..
فتولوا وهم يبكون ..
تولوا وهم يبكون ..
وعزَّ عليهم أن يجلسوا عن الجهاد ، ولا يجدون نفقةً ولا محملاً ..
فلما رأى الله حرصهم على محبته ، ومحبة رسوله أنزل عذرهم في كتابه ، وبيَّن صدقهم ، فقال سبحانه : { لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } ..
هم بكوا على عدم القدرة على الجهاد ، وطلب الاستشهاد ..
وأنا وأنت على ماذا نبكي ؟!..
أما تبكيك مآسي المسلمين في الفلبين ، وتايلاند ، والهند ، وأندونسيا ، والصين ؟؟!!.
قتلٌ وتشريدٌ وهتك محارمٍ
أطفالنا ناموا على أحلامهم
يبكون.. كلا بل بكت أعماقهم
أوما يحدثك الذي يجري لهم
فينا وكأس الحادثات دهاق
وعلى لهيب القاذفات أفاقوا
ولقد تجود بدمعها الأعماق
أوما يثيرك جرحنا الدفاق
أما قال ربنا : {وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }؟؟!!..
أما قال نبينا صلى الله عليه وسلم أننا ( كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ؟؟!!.
أما يبكيك صوت الأرامل ، والأيامى ؟؟!!..
وصوت الشيوخ ، واليتامى؟؟!!
اما سمعت صياح و نداء فاطمة العراقية التي هتك عرضها عباد الصليب ؟؟!!..
فمن يجيب ندائها ؟؟!!،..
ويسمع صياحها؟؟!!.
من يجيب على نداء فاطمة الفلسسطينية ، وفاطمة الشيشانية ، وفاطمة الأفغانية ؟؟!!..
من يجيب على نساء المسلمين ؟؟!!..
بعد أن كنا نغنم نساءهم في الجهاد
قد استردَّ السبايا كل منهزم
وما رأيت سياط الذل دامية
وما نموت على حدِّ الظبا
لكننا رغم ليل اليأس في ثقة
سبايا أضحت نساؤنا لهم سبايا
لم يبقَ في أسرهم إلا سبايانا
إلا رأيت عليها لحم أسرانا
ألوفاً حتى خجلت منا منايانا
بأن فجر العلى لا بدَّ يغشانا
والله لو استشعرت ما يجري حولك فلن تحتاج إلى كبير عناء حتى تبكي ..
فإن القلوب قد تراكمت عليها أحزان الزمان ، وآلم القلوب قهر المتسلطين ، وشماتة الأعداء والمنافقين ..
وحين تشعر أنك لا تفعل شيئاً ، أو أنك لا تقدر على أن تفعل شيئاً تجد أنك بحاجة إلى البكاء..
فلا شيء يخفف من حرقة القلب مثل الدموع ..
دموع الذكر ، والشكر..
دموع الخشية ، والرهبة ..
دموع الولاء ، والبراء ..
دموع الانتماء لهذا الدين العظيم ..
وأخيراً .. يا ولا ة الأمور كما سعيتم مشكورين لإصلاح أمور دنيانا ، فاسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا .. اسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا حتى تكتمل فرحتنا ، ويعمَ السرور ، وإننا والله متفائلون ..
فبنصر الدين عز الدنيا ، ونعيم الآخرة ..
وبنصر الدين يكون النصر والتمكين ..
قال مالك الملك :{ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } ..
ووالله لن تفرح قلوبنا إلا إذا حُرر أقصانا ، وفك أسرانا ، وخرج الكلاب من عراقنا ، ومن سائر بلاد المسلمين أذلة صاغرين ..
والله لن تفرح قلوبنا إلا إذا حُرر أقصانا ، وفك أسرانا ، وخرج الكلاب من عراقنا ، ومن سائر بلاد المسلمين أذلة صاغرين ..
اللهم انصر دينك وكتابك ، وسنة نبيك وعبادك الموحدين ..
اللهم انصر من نصر الدين ، واخذل من خذل عبادك الموحدين..
اللهم إنا نسألك حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل يقربنا إلى حبك يا ربّ العالمين..
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع ، و عين لا تدمع ، وأذن لا تسمع ، ونفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا ترفع ..
الله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسق والعصيان..
اجعلنا يا ربنا من الراشدين ..
آمنا في أوطاننا .. وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .. اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك
يا ربّ العالمين
اللهم اغفر ذنب المذنبين ، واقبل توب التائبين ..
واكشف كرب المكروبين ، وفرج هم المهمومين ، واقض الدين عن المدينين ..
ودل الحيارى ، واهد الضالين ..
واغفر ربنا للأحياء ، وللميتين..
عباد الله ..
{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بَالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِيْ القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعْلَكُمْ تَذَكَّرُونَ } .
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروا على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله ما تصنعون..
__________________